محند الشريف زيرم ...حين تتنوع المناهل لتنفجر إبداعا

Publié le par Mohand Cherif Zirem


جمع بين الأدب العربي و الغربي و علم النفس والصحافة

 
محند الشريف زيرم ...حين تتنوع المناهل لتنفجر إبداعا


MP

من الأقلام الجزائرية الشابة الواعدة التي استطاعت أن تتألق بالعربية والفرنسية والامازيغية لتثبت أن الإبداع لا حدود و لا لغة له ، درس علم النفس و مارس الصحافة و أحب الأدب منذ نعومة أظافره ، عائلته كانت سببا مباشرا في ولهه بالأدب أيا كان نوعه و مصدره ، لينطلق في عالم الكتابة و الشعر بقوة و هو لم يبلغ العقد الثالث من عمره   .
محند الشريف زيرم صاحب أربع إصدارات شعرية لحد الساعة تميز و لازال يعد بتقديم الكثير و بكل اللغات التي يجيدها ، سمح لـ" الراية " بالاقتراب من عالمه و نقل القارئ لتفاصيل حياة مبدع فيلسوف بكل ما تحمله الكلمة من معاني   .
العائلة ...والبداية  ..
و في حديثه لـ" الراية " أصر الشاعر محند الشريف زيرم الثلاثيني ابن مدينة بجاية على الدور الذي لعبه الجو العائلي الذي ترعرع فيه ، حيث كانت والدته موسوعة في التراث الأمازيغي و شاعرة من الطراز الرفيع استطاعت أن تغرس فيه حب الأدب عبر القصص التي كانت تسردها له يوميا قبل النوم بطريقة مميزة ، ما جعله يتعلق بالقصص و الكتب المتنوعة التي وفرها له والده ، قبل أن يشكل القرآن الكريم منعرجا هاما في حياته حين قرأه في سن 11 و ألهمه الكتابة الأدبية ، فخط أول الأبيات الشعرية في حياته بلغة القرآن و المتنبي قبل أن يكتب الأمازيغية ثم الفرنسية ، و بذلك كان للجو العائلي كبير الدور في غرس حب الكتابة و بذورها التي نمت بشكل سريع ، و جعلت الشاعر يخط أول مطبوع في العقد الثاني من عمره قبل أن تتوالى الإصدارات لتبلغ أربعا باللغة الفرنسية ليالي الضباب ، الحب لا يموت ، إبراهيم ساسي على خطى سليمان عازم ، و سأبحر مرة أخرى الذي أصدره حديثا ، فيما ولأن شعره يصلح لأي زمان و كان فقد ترجمت إصدارته الثلاث إلى اللغة الايطالية و نشر بالولايات المتحدة الأمريكية .
و من كل بستان باقة ورود
و لأنه تشبع منذ صغره من كل مصادر الأدب المختلفة ، فقد تنوعت الأنواع الأدبية التي أثرت في مساره و ثقافته من شعر و نثر و كذا القران الكريم الذي علمه التحكم الكبير في لغته و جمالية أسلوبه ، تماما مثلما تنوعت الأسماء الأدبية التي صادقها من خلال إبداعها طيلة حياته ، نظرا لعشقه الكبير للمطالعة التي جعلته لا يضيع أي فرصة تتعلق باكتشاف كاتب جديد أو نص جديد مهما كان موطنه ، فنهل من الأدب اليوناني ، الفارسي ، العربي الإفريقي ، الروسي الأوروبي والأمريكي ، لتترسخ عنده بعض الأسماء التي حفرت بداخله عميقا كالمتنبي ، امرؤ القيس ، سي محند أومحند، فييدور دوستويافسكي، مالك حداد، ملود معمري، كاتب ياسين، ألبير كامو، وليام فولكنير، بابلو نيرودا وغيرهم ممن أبدعوا شعرا و نثرا و حفروا عميقا في نفس شاعرنا ، الذي حاول في جديده دائما أن يحافظ على الأصالة المتوارثة عنهم و قوة كتاباتهم بعيدا عن التأثر أو التقليد .
عالم نفس في ثوب فيلسوف..
و بعيدا عن الأدب فإن الشاعر محند الشريف زيرم مختص في علم النفس يغوص في أعماقها ليعريها ، و ربما ساعده ذلك في استكشاف النفس البشرية و سبر أغوارها للكتابة عنها ، و التقرب من الروح التي غازلها في شعره و حللها و فتتها بين أبياته ، لتصبح قريبة للقلوب و تكشفت عن شاعر رقيق شديد الحساسية مولع بكل ما هو جميل ، رافض للسواد و القبح بكل أشكاله التي قد تتجسد في الظلم و الاستبداد و الكراهية المنتشرة ، و لأنه إنسان قبل كل شيء فقد أبان في الكثير من أشعاره عن نظرة فلسفية و تأملية عميقة ترفض السطحية و تبحث عن الحقيقة أينما كانت وأي قناع ارتدته ، فيما لا يتوانى عبر كلماته الرقيقة عن الدعوة للمحبة و السلام و كل ما يستحقه هذا العالم ليحيا الناس بكرامة و سعادة.
في انتظار الجديد
هذا و إذا كان الشاعر قد اكتفى بأربع إصدارات لحد الساعة ، فإن كل من يقرأ له لا بد أن ينتظر جديده بكل شغف سيما أنه لازال في جعبته الكثير ليقدمه ، كشاعر مبدع يتقن لغات متعددة و إنسان متأمل ذا خيال واسع و فلسفة عميقة وحضور مميز جدا.


و.زاوي ليومية الراية 2013.11.03   

 

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article